Saturday, October 6, 2007

رؤوساً جهالاً



يحضرني دائماً مشهد الراجِل الذي يمضى في طريقه شاردأً وإمعانا في اللامبالاة فهو يتصفح الجريدة اثناء سيره غير عابيء بالطريق إلي أن ينتهى به الأمر إلي السقوط في الوحل فيتلوث كل شيء بالطين المتعفن ...نتيجة منطقية ؛ هذا المشهد يصطدم بذاكرتي مراراً متى استغرقت في حالة من التأمل الهاديء ....
الأزمة التي أمر ويمر بها الكثيرون ....السقوط في الوحل ...الذي لا يكتفي فقط بتلويث الأشياء الخارجية سواء ملابس نرتديها أم ممتكلات مادية نحملها ولكن يحاصر دواخلنا ونفوسنا بالقذارة ويمتد الطين إلي أعمق أعماقنا من حيث لا ندري أو نشعر متخذاً طريقه عبر الممرات الخبيئة لأجسادنا وصولاً إلي الروح
ولكن أكان سقوطنا غفلة منا حقاً وشرودا عن الطريق ... انظر حولى لأجد أن الساقط في المسنتقع هو نفسه الحاذق المتفرد باختلاف طبقته الإجتماعية وانتمائاته الفكرية؛فهو الذي من المنتظر منه أن يكون النابه الفطن الذي لا يسقط في الوحل ..انعكست الآية فالمتيقظ غارق في الوحل والغافل مزهو ببراعته الكاذبة التي ليست سوى لحظات غرور وتجبر
الكائنات الطفيلية الهلامية _ كما اعتاد تسميتها _ والتي ليست سوى أقذاراً وأوحالا تمشي على قدميين لا تسقط ابدا في الوحل الذي هو منشأها ولكن الكارثة أنها تعتلي المنابر كل يوم لتملأ أسماعنا بكلماتها المتعفنة وتلوث أذهاننا بصورها الكريهة ....
إلي متى يتحكم بنا رؤوساً جهالاً ننقاد إليها طوعاً بينما هي تحتاج إلي الإنقياد ؛ أشعر بأن حماستنا تفتر ولا اقول انبعاث دخان اليأس من فواهات الأمل ولكنه الخبوت التدريجي لها تمهيداً للمعركة القاصمة إما النصر وإما الهزيمة ..... الجواب مغيب في المستقبل .....إنه رهان المستقبل






Saturday, October 6, 2007

رؤوساً جهالاً



يحضرني دائماً مشهد الراجِل الذي يمضى في طريقه شاردأً وإمعانا في اللامبالاة فهو يتصفح الجريدة اثناء سيره غير عابيء بالطريق إلي أن ينتهى به الأمر إلي السقوط في الوحل فيتلوث كل شيء بالطين المتعفن ...نتيجة منطقية ؛ هذا المشهد يصطدم بذاكرتي مراراً متى استغرقت في حالة من التأمل الهاديء ....
الأزمة التي أمر ويمر بها الكثيرون ....السقوط في الوحل ...الذي لا يكتفي فقط بتلويث الأشياء الخارجية سواء ملابس نرتديها أم ممتكلات مادية نحملها ولكن يحاصر دواخلنا ونفوسنا بالقذارة ويمتد الطين إلي أعمق أعماقنا من حيث لا ندري أو نشعر متخذاً طريقه عبر الممرات الخبيئة لأجسادنا وصولاً إلي الروح
ولكن أكان سقوطنا غفلة منا حقاً وشرودا عن الطريق ... انظر حولى لأجد أن الساقط في المسنتقع هو نفسه الحاذق المتفرد باختلاف طبقته الإجتماعية وانتمائاته الفكرية؛فهو الذي من المنتظر منه أن يكون النابه الفطن الذي لا يسقط في الوحل ..انعكست الآية فالمتيقظ غارق في الوحل والغافل مزهو ببراعته الكاذبة التي ليست سوى لحظات غرور وتجبر
الكائنات الطفيلية الهلامية _ كما اعتاد تسميتها _ والتي ليست سوى أقذاراً وأوحالا تمشي على قدميين لا تسقط ابدا في الوحل الذي هو منشأها ولكن الكارثة أنها تعتلي المنابر كل يوم لتملأ أسماعنا بكلماتها المتعفنة وتلوث أذهاننا بصورها الكريهة ....
إلي متى يتحكم بنا رؤوساً جهالاً ننقاد إليها طوعاً بينما هي تحتاج إلي الإنقياد ؛ أشعر بأن حماستنا تفتر ولا اقول انبعاث دخان اليأس من فواهات الأمل ولكنه الخبوت التدريجي لها تمهيداً للمعركة القاصمة إما النصر وإما الهزيمة ..... الجواب مغيب في المستقبل .....إنه رهان المستقبل