لماذا استشعر دائماً أنني المعنية بأبيات الشعر تلك وأنها نبوءة لما ستئول إليه نفسي
هممممممممممممممممممم لا أدري ، استنشق الهواء و امتنع عن زفره، أحبسه بين الرئتين خوفاً من خروج روحي معه لحظه نفثه وإعادته إلي الوطن الأم ....الغلاف الهوائي ...للسخرية فإنني استنشقه أكسجيناً ...وأرده ..غازاً ساماً ...كم أنت أناني أيها الإنسان ....تقابل الإحسان بالإساءة ....تأخذ الجميل وتمنح القبيح .... يبدو أنني في حاجة إلي الاستشفاء ... حارت السبل في ....كيف الوصول إلي مركز سرطان الاكتئاب داخل أعماقي وكيه إلي الأبد
تلك هي الأبيات النبوءة لصلاح عبد الصبور
ينبئني شتاء هذا العام أنني أموت وحدي ذاتَ شتاء مثله, ذات شتاء يُنبئني هذا المساء أنني أموت وحدي ذات مساء مثله, ذات مساء و أن أعوامي التي مضت كانت هباء و أنني أقيم في العراء ينبئني شتاء هذا العام أن داخلي مرتجف بردا و أن قلبي ميت منذ الخريف قد ذوى حين ذوت أولُ أوراق الشجر ثم هوى حين هوت أول قطرة من المطر و أن كل ليلة باردة تزيده بُعدا في باطن الحجر و أن دفء الصيف إن أتى ليوقظه فلن يمد من خلال الثلج أذرعه حاملة وردا ينبئني شتاء هذا العام أن هيكلي مريض و أن أنفاسيَ شوك و أن كل خطوة في وسطها مغامرة و قد أموت قبل أن تلحق رِجلٌ رِجلا في زحمة المدينة المنهمرة أموت لا يعرفني أحد أموت لا يبكي أحد و قد يُقال بين صحبي في مجامع المسامرة مجلسه كان هنا, و قد عبر فيمن عبر يرحمُهُ الله ينبئني شتاء هذا العام أن ما ظننته شفاىَ كان سُمِّي و أن هذا الشِعر حين هزَّني أسقطني و لستُ أدري منذ كم من السنين قد جُرحت لكنني من يومها ينزف رأسي الشعر زلَّتي التي من أجلها هدمتُ ما بنيت من أجلها خرجت من أجلها صُلبت و حينما عُلِّقتُ كان البرد و الظلمة و الرعدُ ترجُّني خوفا و حينما ناديته لم يستجب عرفتُ أنني ضيَّعتُ ما أضعت ينبئني شتاء هذا العام أننا لكي نعيش في الشتاء لابد أن نخزُنَ من حرارة الصيف و ذكرياتهِ دفئا لكنني بعثرتُ في مطالع الخريف كل غلالي كل حنطتي, و حَبِّي كان جزائى أن يقول لى الشتاء انني ذات شتاء مثله أموت وحدي ذات شتاء مثله أموتُ وحدي . |