النهارده نجيت من موت محقق كان احتمالية النجاة منه تقترب من الصفر
خارجة من محطة مترو انفاق حلمية الزيتون وكات الزحمة على آخرها ماسكة الموبايل في ايدي والسماعة في ودني
وماشية بسرعة وفي جزيء من الثانية السماعة شبكت في اييد واحد معدي لأن المنطقة مليانة مكروباصات وسوق فاكهة
ادام المحطة فجأة ببص لقيت الموبايل في نص الشارع ؛ واتوبيس جاي ؛ مافكرتش في أي حاجة غير أن الموبايل حيدوسه الأتوبيس
الموبايل ده اصلا مش بتاعي ؛ كل اللي جه في دماغي لحظتها ان الموبايل مش بتاعي ماشفتش ادامي غير الموبايل اللي مش بتاعي
رميت نفسي ادام الأتوبيس ؛ وفجاة ناس بتصرخ وواحد ولا واحدة ما خدتش بالي شافني وانا في نص طريقي شدني بقوة
الحمد لله الأتوبيس ماعداش على الموبايل والموبايل سليم
وبرضه وانا مروحة لغاية ماكتبت التدوينة ديه ما كانش في دماغي غير ان الموبايل سليم
لأنه أمانة ؛ معرفش ده جنون ولا قلة تفكير بس الللي اعرفه ان في اللحظة ديه انا فكرت وكويس جدا ؛
ده مسئولية وأمانة عندي ؛ واخترت اني الحقه قبل ما يتكسر حتي لو كان الثمن حياتي
انا مش بكتب تدوينة اللي هي الدروس المستفادة من هذه القصة
والكلام الساذج العبيط ده
انما الحادثة ديه خلتني افكر أوي
في نفسي وتركيبتها ؛ في ازمتي مع السعادة
مش حنسى ابدا أمي أما دخلت على مرة وقالتلي فجأة كده الظاهر اني ربيتك زيادة عن اللزوم ؛
مافهمتش بالظبط تقصد ايه بالنقطة ديه ؛ بس اكيد شيء سلبي
المشكلة عندي مش اني طيبة وقلبي قلب خساية وهبلة والبقيين الممليين دول
انا بتنرفز أوي اصلا اما حد يجي يقول ان مميزاتي اني طيبة ....ومين شرير اصلا
المشكلة ان السعادة عندي كمفهوم وكشعور مش مرتبطة بسالي اصلا نهائيا ؛ عمري ما شعرت بالوصول لقمة السعادة لتحقيق شيء لذاتي ممكن اضحك ؛ ابتسم ؛ انما السعادة ........جايز لأن السعادة نفسها شيء مبهم ؛ بس انااعتقد اني حسيت بيها كتيير
وقعدت بالأربع أيام سعبدة ...بس مش لسالي
وبرضه قمة الحزن ماكانش لسالي ...يمكن انا ممكن اكتئب اتضايق اتجرح ..ابكي ...انما قمة الحزن ماكنش برضه لشيء يخص سالي
اعتقد اني بعاني حالة من التوحد مع أفراح واحزان الآخريين
لدرجة منعاني من اني احس بسعادتي أنا وأحزاني أنا
وانا مرة اخرى مش بكتب الكلام ده بغرض المدح ولا الذم في شخصي
ولا بعمل قايمة بمميزاتي وعيوبي زي التاجات السخيفة اللي بتجبلي شلل نصفي
انما سؤالي
لو مت النهارده
كان المقابل فعلاً يساوي قيمة حياتي ؟