Friday, November 27, 2009

من خواطري

السطور التالية لم تكتب تعليقاً حول ما يحدث حالياً من هذر وبث للتعصب الأعمى بين ثقافتين لايدري أين من شعبيها سوى القليل عن الآخر بينما من وكلت إليهم مهمة التقريب والتواصل خانوا الأمانة وباعوها لعرض دنيوي زائل ...

الواقع أن تلك السطور كتبت قبل عام من الآن ...فعلى مدار العام الماضي كنت أكتب خواطر متفرقة بعنوان صناعة الحقيقة

وتلك مقتطفات منها ..... أنشرها للتفريج عن نفسي ..... فعقب قرائتي لمقال سطره أحد المعيديين بكليتي ( كلية الإعلام - جامعة القاهرة ) ...شعرت بالسقم والغيظ....لهذا أنشر تلك المقتطفات من خواطري لعلي أشعر أنني خاطبت قاريء الصدفة _ إن وجد _ بشيء من الحقيقة التي اعتقد بها

(1)

لا تطالبوني أن اكتب التاريخ لا تقولوا لي أرخ لتشهد وتشهد الأمم من بعدك فذاك التاريخ لا يستحق التوارث ؛ فوقائعه تحمل في بواطنها الزيف بأكثر مما تسجله من الحقيقة بينما يصبح للفظ " الحقيقة التاريخية " دوياً ساخراً لدى أمثالي ممن شاء القدر أن يقتربوا من صناعة الحقيقة أجل الحقيقة في زماننا هذا المطالب مني تسجيل وقائعه هي صناعة إنسانية خالصة ؛ لا أعني بذلك إنتفاء تدخل الخالق بقضائه وقدره فربما قدره أن تتحول الحقائق إلي منتجات معلبة كسائر الوجبات السريعة التي نتعاطاها وبإرادتنا الكاملة لنتلف جهازنا الهضمي والعصبي ؛ الحقيقة هي صناعة الحقيقة

(2)

مر الإعلامي الشهير يوم أن كنت لا ازال طالباً من أمامي ...وقتها خفق قلبي وتمنيت ..وكان لي ما تمنيت ..والآن أتمنى لو لم أتمنى ...... العمل معه كالجحيم تلك الابتسامة الساخرة الساخطة على ما حل بالبلاد المرتسمة على شفتيه طوال فترة تواجده على الهواء ..الكلمات المنمقة المنطلقة كطلقات رصاص ..كل شيء يختفي يزول وقت خبوت الاضواء وتوقف البث ليعود شخصاً مثلك ومثلي ينافق رئيسه ويهادن خصمه ويتملق الجميع ويرضخ للحكومة لتحدد له توجهاته المعارضة من ينقد ومن يهادن سيناريو متكامل يحصل فيه على البطولة المطلقة في نظر القاريء المشاهد ولا يخسر الأسياد من الساسة ..إنها توافقات السياسة ...وما أدراكم ما لعبة السياسة لنقل أن من قرر أن يقف أمام الأضواء فمحال أن يكون خارج اللعبة

(3)

لوبي من الاتجاهات الفكرية المتعارضة ألف المال بين قلوبهم فأصبحوا بفضل الله إخوانا ...وأي أخوة ، الجديد فيه عزيزي القاريء المشاهد أنه ليس بطبقة إجتماعية معينة ذات أواصر مشتركة كما كان في الزمن الغابر فهم ليسوا مجموعة من الأفراد تجمعهم روابط الدم وتلتصق بهم السلطة كصفة ملازمة كالعائلة المالكة ، وليسوا طبقة من العسكريين أولدتهم ثورة مفاجئة ، كذا ليسوا بمجموعة من الأدباء والمثقفيين ممن ينشغلون بالكلمة المطبوعة والمسموعة والمرئية أينما كانت ووجدت إنهم خليط عجيب أفرزه ما هو أعجب وأدهي ...المال والشهرة

(4)


رجل السلطة والأديب والصحفي والمذيع اللامع ولاعب كرة القدم والمحامي النزيه والمعارض الحزبي الشهير والدكتور العظيم المحلل الجبار لمتغيرات المجتمع والحقوقي البارز والمدون الشاب المتفرد، فصيل من أماكن شتى وطبقات اجتماعية مختلفة يجمعهم المال والشهرة ، الجميع يدور في حلقة مفرغة فبالشهرة يجنوا المال وبالمال يزدادوا شهرة وسطوة ، والشهرة كالضباب تحجب عنك رؤية كل شيء إلا مايلمع ويبرق بقوة على امتداد البصر ، لذلك لا تراهم على حقيقتهم وتتقبل ما يقدم لك على أنه الحقيقة الخالصة وقد أكذب إن قلت أنهم لا يقدمون حقائق فشيء مما يقدم يحمل بداخله جزء من الحقيقة

(5)

عدل من وضع نظارته الطبية ووضع القلم فوق أكوام الورق الأصفر العليل المسمى دشت لدى العاملين بمهنة الصحافة ونظر إلي نظرة طويلة ثاقبة مريرة قائلاً : إذا أردت رأيي حقاً وبحكم خبرتي طوال عشرين عاماً في تنظيف أوساخ أقلامهم وما سطرته من أساليب ركيكة وكلمات جوفاء لامعنى لها وأفنيت عمرى في صناعة الشربات من الفسيخ كما يقول المثل الدارج أقوله لك" ليس هناك ماهو أسوأ من السلطة الحاكمة إلا المعارضة وكتابها ولا تحتاج الشهرة سوى إلي غض الطرف عن الحقيقة والإندماج ضمن فريق صناعة الحقيقة اندماجاً تاماً وذلك يتطلب منك أن تصدق كذباً أنك لاتنافق ولا تزور ولا تحابي ، أنك وبصدق تقدم الحقيقة الخالص


ملحوظة : تلك مقتطفات نزعت من السياق العام لها وقد تبدو مبهمة غير واضحة

ولكنها...نبضات فكرية تصف ما يختلج بنفسي من القرف والرغبة في التقيؤ ممن يسمون أنفسهم إعلاميون

القاريء المشاهد :- وصف طبيعي لأننا نعيش عصر الوسائط المتعددة

Friday, November 27, 2009

من خواطري

السطور التالية لم تكتب تعليقاً حول ما يحدث حالياً من هذر وبث للتعصب الأعمى بين ثقافتين لايدري أين من شعبيها سوى القليل عن الآخر بينما من وكلت إليهم مهمة التقريب والتواصل خانوا الأمانة وباعوها لعرض دنيوي زائل ...

الواقع أن تلك السطور كتبت قبل عام من الآن ...فعلى مدار العام الماضي كنت أكتب خواطر متفرقة بعنوان صناعة الحقيقة

وتلك مقتطفات منها ..... أنشرها للتفريج عن نفسي ..... فعقب قرائتي لمقال سطره أحد المعيديين بكليتي ( كلية الإعلام - جامعة القاهرة ) ...شعرت بالسقم والغيظ....لهذا أنشر تلك المقتطفات من خواطري لعلي أشعر أنني خاطبت قاريء الصدفة _ إن وجد _ بشيء من الحقيقة التي اعتقد بها

(1)

لا تطالبوني أن اكتب التاريخ لا تقولوا لي أرخ لتشهد وتشهد الأمم من بعدك فذاك التاريخ لا يستحق التوارث ؛ فوقائعه تحمل في بواطنها الزيف بأكثر مما تسجله من الحقيقة بينما يصبح للفظ " الحقيقة التاريخية " دوياً ساخراً لدى أمثالي ممن شاء القدر أن يقتربوا من صناعة الحقيقة أجل الحقيقة في زماننا هذا المطالب مني تسجيل وقائعه هي صناعة إنسانية خالصة ؛ لا أعني بذلك إنتفاء تدخل الخالق بقضائه وقدره فربما قدره أن تتحول الحقائق إلي منتجات معلبة كسائر الوجبات السريعة التي نتعاطاها وبإرادتنا الكاملة لنتلف جهازنا الهضمي والعصبي ؛ الحقيقة هي صناعة الحقيقة

(2)

مر الإعلامي الشهير يوم أن كنت لا ازال طالباً من أمامي ...وقتها خفق قلبي وتمنيت ..وكان لي ما تمنيت ..والآن أتمنى لو لم أتمنى ...... العمل معه كالجحيم تلك الابتسامة الساخرة الساخطة على ما حل بالبلاد المرتسمة على شفتيه طوال فترة تواجده على الهواء ..الكلمات المنمقة المنطلقة كطلقات رصاص ..كل شيء يختفي يزول وقت خبوت الاضواء وتوقف البث ليعود شخصاً مثلك ومثلي ينافق رئيسه ويهادن خصمه ويتملق الجميع ويرضخ للحكومة لتحدد له توجهاته المعارضة من ينقد ومن يهادن سيناريو متكامل يحصل فيه على البطولة المطلقة في نظر القاريء المشاهد ولا يخسر الأسياد من الساسة ..إنها توافقات السياسة ...وما أدراكم ما لعبة السياسة لنقل أن من قرر أن يقف أمام الأضواء فمحال أن يكون خارج اللعبة

(3)

لوبي من الاتجاهات الفكرية المتعارضة ألف المال بين قلوبهم فأصبحوا بفضل الله إخوانا ...وأي أخوة ، الجديد فيه عزيزي القاريء المشاهد أنه ليس بطبقة إجتماعية معينة ذات أواصر مشتركة كما كان في الزمن الغابر فهم ليسوا مجموعة من الأفراد تجمعهم روابط الدم وتلتصق بهم السلطة كصفة ملازمة كالعائلة المالكة ، وليسوا طبقة من العسكريين أولدتهم ثورة مفاجئة ، كذا ليسوا بمجموعة من الأدباء والمثقفيين ممن ينشغلون بالكلمة المطبوعة والمسموعة والمرئية أينما كانت ووجدت إنهم خليط عجيب أفرزه ما هو أعجب وأدهي ...المال والشهرة

(4)


رجل السلطة والأديب والصحفي والمذيع اللامع ولاعب كرة القدم والمحامي النزيه والمعارض الحزبي الشهير والدكتور العظيم المحلل الجبار لمتغيرات المجتمع والحقوقي البارز والمدون الشاب المتفرد، فصيل من أماكن شتى وطبقات اجتماعية مختلفة يجمعهم المال والشهرة ، الجميع يدور في حلقة مفرغة فبالشهرة يجنوا المال وبالمال يزدادوا شهرة وسطوة ، والشهرة كالضباب تحجب عنك رؤية كل شيء إلا مايلمع ويبرق بقوة على امتداد البصر ، لذلك لا تراهم على حقيقتهم وتتقبل ما يقدم لك على أنه الحقيقة الخالصة وقد أكذب إن قلت أنهم لا يقدمون حقائق فشيء مما يقدم يحمل بداخله جزء من الحقيقة

(5)

عدل من وضع نظارته الطبية ووضع القلم فوق أكوام الورق الأصفر العليل المسمى دشت لدى العاملين بمهنة الصحافة ونظر إلي نظرة طويلة ثاقبة مريرة قائلاً : إذا أردت رأيي حقاً وبحكم خبرتي طوال عشرين عاماً في تنظيف أوساخ أقلامهم وما سطرته من أساليب ركيكة وكلمات جوفاء لامعنى لها وأفنيت عمرى في صناعة الشربات من الفسيخ كما يقول المثل الدارج أقوله لك" ليس هناك ماهو أسوأ من السلطة الحاكمة إلا المعارضة وكتابها ولا تحتاج الشهرة سوى إلي غض الطرف عن الحقيقة والإندماج ضمن فريق صناعة الحقيقة اندماجاً تاماً وذلك يتطلب منك أن تصدق كذباً أنك لاتنافق ولا تزور ولا تحابي ، أنك وبصدق تقدم الحقيقة الخالص


ملحوظة : تلك مقتطفات نزعت من السياق العام لها وقد تبدو مبهمة غير واضحة

ولكنها...نبضات فكرية تصف ما يختلج بنفسي من القرف والرغبة في التقيؤ ممن يسمون أنفسهم إعلاميون

القاريء المشاهد :- وصف طبيعي لأننا نعيش عصر الوسائط المتعددة