يا صرح عظيم البناء
بناه رب السماء
محمد منتهاه
تبقى تلك الأنشودة .....تنفخ الحب في روحي
لم استمع إلي الآن إلي ما يضاهيها أو ينافسهما
في صدق المشاعر والإحساس
نبع حب صافي .....وصوت دافيء ....من ياسمين الخيام
جسد هزيل أضناه العمل المكد المرهق ...رأيته منكبأ في صمت دؤوب وراء ماكينة الخياطة في غرفة ضيقة متكدسة بالأثواب وقصاقيص القماش والأكياس البلاستيك ...كان مجلسه في الوسط بين جبلين من القصايص والفتل وأمامه مساحة ضئيلة من الفراغ بالكاد تسمح بمرور ذرات الهواء لتبقى روحه ساكنة في الجسد النحيف لحين يأتى أمر الله فتزهق في سلام ....لم تتح لي الفرصة لأرى عينيه في المرات السابقة ولعلى لم أسعى لأراها فما هو إلا خائط ملابس ...لن أتكسب شيئاً من وراء سبر أغوار نفسه غير أني اليوم تطلعت إلي عينيه بعد أن استفزتني ابتسامته ...عينين لا أتذكر لونهما لأنني أخذت بالمشاهد والصور والأحداث التي هيأ لي أنه خاضها لحظة أن تصادمت الأعين
استشعرت أنه عرك الحياة ....هزمها وهزمته....
قلت :- لا أدري لماذا أخطأت عين أبي ليشترى لي أشولة كتلك ، هو معذور بالطبع لأنني أخضعت نفسي لبرنامج إنقاص وزن وفقدت نحو 10 كيلوهات من وزني و لم يعتاد بعد على مقاسي الجديد
ضحك وأدرا دفة الحديث نحو فتاة تقطن في الجوار كانت تعاني من السمنة المفرطة واتجهت نحو التدخل الطبي وتناول العقاقير المنفقصة للوزن وكانت النتيجة أنها أصيبت بهبوط حاد في القلب نقلت على أثره إلي المستشفى وأمضت بها أياماً بين الحياة والموت ....والآن عادت كما كانت فتاة سمينة تسد واجهة محلي الضيق
ابتسمت وأخبرته أنه لا سبيل سوى باتباع نظام غذائي سليم
وحاوطنا الصمت من جديد وجاءت لحظة الرحيل وسرت مع صديقتي الحبيبة في طريق العودة وفجأة حل شبح عم رحومة على حوارنا وكانت الصدمة عندما قذفت ولاء في وجهي جملة صاعقة
تعرفي أن عم رحومة حاصل على ماجيستير في القانون
نعم ؟
أصله كان عليه قضية واتحكم عليه فيها ب 10 سنين سجن حكم غيابي وهو ما يعرفش وفي مرة اتخانق مع واحد قام قدم فيه بلاغ
واتحبس ؟
لأ استأنف واتحبس 6 شهورواترفد من الشغل كان موظف في حي مدينة نصر
وبعدين ؟
مالك زعلانة كده ده كان مبسوط في السجن وكان بيقبض فلوس وبيدوله مكافأة عشان علم المساجين ازاي يخيطوا ويفصلوا
ولما خرج ؟
فتح المحل ده ؟
بس
بس
مضيت في طريقي وعم رحومة لا يغادر رأسي ....تفاصيل قصته تنقر رأسي نقر العصافير ....ألمها أسوأ من أي صداع ما خسره لم يكن هيناً ومرة اخرى استعدت نظرة العينين ...لم تكن عين رجل منتصر دون شك لكن الأغرب أنها لم تكن عين منهزمة فالسعادة كات تقفز في وجهي ...ذراتها تتسرب قسراً عني إلي داخلي لتدير حرباً ضروس مع فيروسات الكآبة المنتشرة في حنايا نفسي......أسبابي لليأس لا تقارن بأسبابه لرفض الحياة برمتها فلماذا تلك الابتسامة المضيئة وكيف استقرت نفسه على الرضا ؟
أمسكت برأسي بعد أن عاودني الألم واستيقنت أن الحياة هزمته في جولة الطموح والحلم ولكنه هزمها بابتسامة في شوط الرضا
الله لم يظلمنا ...لكن ظلمنا الجبن الذي يجري في عروقنا
الله لم يرضى لنا الذل .....لكننا رضيناه لأنفسنا
الله يرحمنا .......لكننا لا نتراحم فيما بيننا
ما كل هذا الدم .... من هؤلاء القتلة ؟
لن اتسائل عن مصريتهم ....بل عن بشريتهم
لن اتسائل عن ديانتهم ....فعار عليهم أن ينتسبوا إلي أي دين وإن كانوا يعبدون بقرة
لا أحد يقول لي بأن الله هو خالق هذا المخلوق البشري الدموي
لا تقولوا على الله ما ليس لكم به علم
فما يمتاز به الإنسان البشري عن سائر مخلوقات الله أنه خلق له العقل ..
الإرادة..... الإختيار ...المشيئة
حتى الحيوانات المفترسة ....لا تقتل بتلك الوحشية
فلا تدعوا أن هؤلاء الفجرة ..من صنع اليد الإلهية
فليعترض المشككون ....فليرفضوا الاختبار الآلهي برمته
...ليرددوا أن الله ...يجرى لنا امتحانا قاسياً ...
يعذب به آخرون لا ذنب لهم
مهما شككوا لن ينفوا أن أناس آخرون وضعت بدواخلهم نفس طاقات الشرور والخبائث
لكنهم اختاروا الخير
ولم يضحوا وحوش بشرية
خالد سعيد لم يكن الأول ولن يكون الأخير
طالما ظللنا ...مقيدين ....نرتضي الهوان ونقول لماذا يارب لماذا
لا اعلم لماذا هذا الاختبار الآلهي
لكني أعلم ....أنه مثلما سولت لنا مشيئتنا البشرية أن نفعل ما تهواه أنفسنا وتشاؤه فالمشيئة الآلهية وهي الأعم والأشمل ....لها الحرية المطلقة في أن تقدر ما تريد
مرة أخرى خالد ...لماذا أعجز عن نعيه .....لأنني أقف مكتوفة اليدين
ام لأنني أرى الظلم والكذب ينتصران
خالد لن يكون الاخير مع مواطن همه الأكبر ....أنه ياااااااااااكل عيش
أي عيش والسلام
لا أشعر بالأمان فموتة خالد تنتظرني
ويالها من موتة مؤلمة
لكنني وكل المتخاذلين أمثالي نستحقها
لأننا رضينا الذل وكممنا الأفواه
ألا لعنة الله على الصمت والسكوت
الكتابة لاتكفي
النميمة عبر وسائل الإعلام ليست الحل
لا أملك يداً تبطش
فعلى الأقل ....أجاهد باللسان وذاك أضعف الإيمان
رحمك الله يا خالد وجعل مثواك الجنة
وحسبي الله ونعم الوكيل
توقفت بعد سباق طويل مضني شاق
سباق افتقد في كل خطوة للأمام فيه جزءا من نفسي التي عهدتها
توقفت لأتحدث إلي نفس أخرى لم ائلفها بعد
تسائلني وأسائلها .....من منا البريء ومن المدنس...من الحق ومن الباطل
تشدني نفس الصبا ....خطوتين إلي الخلف .....وتجذبني النفس الأخرى بعنف لتقذفني في الهواء كالكرة اميالاً متقدمة
ساخرة في وجهى منذ متى يرجع الزمن إلي الوراء ؟
لا حق لك في الإختيار مرتين ....لاخلف ولا أمام ....فقط الآن .....الآن
السطور التالية لم تكتب تعليقاً حول ما يحدث حالياً من هذر وبث للتعصب الأعمى بين ثقافتين لايدري أين من شعبيها سوى القليل عن الآخر بينما من وكلت إليهم مهمة التقريب والتواصل خانوا الأمانة وباعوها لعرض دنيوي زائل ...
الواقع أن تلك السطور كتبت قبل عام من الآن ...فعلى مدار العام الماضي كنت أكتب خواطر متفرقة بعنوان صناعة الحقيقة
وتلك مقتطفات منها ..... أنشرها للتفريج عن نفسي ..... فعقب قرائتي لمقال سطره أحد المعيديين بكليتي ( كلية الإعلام - جامعة القاهرة ) ...شعرت بالسقم والغيظ....لهذا أنشر تلك المقتطفات من خواطري لعلي أشعر أنني خاطبت قاريء الصدفة _ إن وجد _ بشيء من الحقيقة التي اعتقد بها
(1)
لا تطالبوني أن اكتب التاريخ لا تقولوا لي أرخ لتشهد وتشهد الأمم من بعدك فذاك التاريخ لا يستحق التوارث ؛ فوقائعه تحمل في بواطنها الزيف بأكثر مما تسجله من الحقيقة بينما يصبح للفظ " الحقيقة التاريخية " دوياً ساخراً لدى أمثالي ممن شاء القدر أن يقتربوا من صناعة الحقيقة أجل الحقيقة في زماننا هذا المطالب مني تسجيل وقائعه هي صناعة إنسانية خالصة ؛ لا أعني بذلك إنتفاء تدخل الخالق بقضائه وقدره فربما قدره أن تتحول الحقائق إلي منتجات معلبة كسائر الوجبات السريعة التي نتعاطاها وبإرادتنا الكاملة لنتلف جهازنا الهضمي والعصبي ؛ الحقيقة هي صناعة الحقيقة
(2)
مر الإعلامي الشهير يوم أن كنت لا ازال طالباً من أمامي ...وقتها خفق قلبي وتمنيت ..وكان لي ما تمنيت ..والآن أتمنى لو لم أتمنى ...... العمل معه كالجحيم تلك الابتسامة الساخرة الساخطة على ما حل بالبلاد المرتسمة على شفتيه طوال فترة تواجده على الهواء ..الكلمات المنمقة المنطلقة كطلقات رصاص ..كل شيء يختفي يزول وقت خبوت الاضواء وتوقف البث ليعود شخصاً مثلك ومثلي ينافق رئيسه ويهادن خصمه ويتملق الجميع ويرضخ للحكومة لتحدد له توجهاته المعارضة من ينقد ومن يهادن سيناريو متكامل يحصل فيه على البطولة المطلقة في نظر القاريء المشاهد ولا يخسر الأسياد من الساسة ..إنها توافقات السياسة ...وما أدراكم ما لعبة السياسة لنقل أن من قرر أن يقف أمام الأضواء فمحال أن يكون خارج اللعبة
(3)
لوبي من الاتجاهات الفكرية المتعارضة ألف المال بين قلوبهم فأصبحوا بفضل الله إخوانا ...وأي أخوة ، الجديد فيه عزيزي القاريء المشاهد أنه ليس بطبقة إجتماعية معينة ذات أواصر مشتركة كما كان في الزمن الغابر فهم ليسوا مجموعة من الأفراد تجمعهم روابط الدم وتلتصق بهم السلطة كصفة ملازمة كالعائلة المالكة ، وليسوا طبقة من العسكريين أولدتهم ثورة مفاجئة ، كذا ليسوا بمجموعة من الأدباء والمثقفيين ممن ينشغلون بالكلمة المطبوعة والمسموعة والمرئية أينما كانت ووجدت إنهم خليط عجيب أفرزه ما هو أعجب وأدهي ...المال والشهرة
(4)
رجل السلطة والأديب والصحفي والمذيع اللامع ولاعب كرة القدم والمحامي النزيه والمعارض الحزبي الشهير والدكتور العظيم المحلل الجبار لمتغيرات المجتمع والحقوقي البارز والمدون الشاب المتفرد، فصيل من أماكن شتى وطبقات اجتماعية مختلفة يجمعهم المال والشهرة ، الجميع يدور في حلقة مفرغة فبالشهرة يجنوا المال وبالمال يزدادوا شهرة وسطوة ، والشهرة كالضباب تحجب عنك رؤية كل شيء إلا مايلمع ويبرق بقوة على امتداد البصر ، لذلك لا تراهم على حقيقتهم وتتقبل ما يقدم لك على أنه الحقيقة الخالصة وقد أكذب إن قلت أنهم لا يقدمون حقائق فشيء مما يقدم يحمل بداخله جزء من الحقيقة
(5)
عدل من وضع نظارته الطبية ووضع القلم فوق أكوام الورق الأصفر العليل المسمى دشت لدى العاملين بمهنة الصحافة ونظر إلي نظرة طويلة ثاقبة مريرة قائلاً : إذا أردت رأيي حقاً وبحكم خبرتي طوال عشرين عاماً في تنظيف أوساخ أقلامهم وما سطرته من أساليب ركيكة وكلمات جوفاء لامعنى لها وأفنيت عمرى في صناعة الشربات من الفسيخ كما يقول المثل الدارج أقوله لك" ليس هناك ماهو أسوأ من السلطة الحاكمة إلا المعارضة وكتابها ولا تحتاج الشهرة سوى إلي غض الطرف عن الحقيقة والإندماج ضمن فريق صناعة الحقيقة اندماجاً تاماً وذلك يتطلب منك أن تصدق كذباً أنك لاتنافق ولا تزور ولا تحابي ، أنك وبصدق تقدم الحقيقة الخالص
ملحوظة : تلك مقتطفات نزعت من السياق العام لها وقد تبدو مبهمة غير واضحة
ولكنها...نبضات فكرية تصف ما يختلج بنفسي من القرف والرغبة في التقيؤ ممن يسمون أنفسهم إعلاميون
القاريء المشاهد :- وصف طبيعي لأننا نعيش عصر الوسائط المتعددة
جسد هزيل أضناه العمل المكد المرهق ...رأيته منكبأ في صمت دؤوب وراء ماكينة الخياطة في غرفة ضيقة متكدسة بالأثواب وقصاقيص القماش والأكياس البلاستيك ...كان مجلسه في الوسط بين جبلين من القصايص والفتل وأمامه مساحة ضئيلة من الفراغ بالكاد تسمح بمرور ذرات الهواء لتبقى روحه ساكنة في الجسد النحيف لحين يأتى أمر الله فتزهق في سلام ....لم تتح لي الفرصة لأرى عينيه في المرات السابقة ولعلى لم أسعى لأراها فما هو إلا خائط ملابس ...لن أتكسب شيئاً من وراء سبر أغوار نفسه غير أني اليوم تطلعت إلي عينيه بعد أن استفزتني ابتسامته ...عينين لا أتذكر لونهما لأنني أخذت بالمشاهد والصور والأحداث التي هيأ لي أنه خاضها لحظة أن تصادمت الأعين
استشعرت أنه عرك الحياة ....هزمها وهزمته....
قلت :- لا أدري لماذا أخطأت عين أبي ليشترى لي أشولة كتلك ، هو معذور بالطبع لأنني أخضعت نفسي لبرنامج إنقاص وزن وفقدت نحو 10 كيلوهات من وزني و لم يعتاد بعد على مقاسي الجديد
ضحك وأدرا دفة الحديث نحو فتاة تقطن في الجوار كانت تعاني من السمنة المفرطة واتجهت نحو التدخل الطبي وتناول العقاقير المنفقصة للوزن وكانت النتيجة أنها أصيبت بهبوط حاد في القلب نقلت على أثره إلي المستشفى وأمضت بها أياماً بين الحياة والموت ....والآن عادت كما كانت فتاة سمينة تسد واجهة محلي الضيق
ابتسمت وأخبرته أنه لا سبيل سوى باتباع نظام غذائي سليم
وحاوطنا الصمت من جديد وجاءت لحظة الرحيل وسرت مع صديقتي الحبيبة في طريق العودة وفجأة حل شبح عم رحومة على حوارنا وكانت الصدمة عندما قذفت ولاء في وجهي جملة صاعقة
تعرفي أن عم رحومة حاصل على ماجيستير في القانون
نعم ؟
أصله كان عليه قضية واتحكم عليه فيها ب 10 سنين سجن حكم غيابي وهو ما يعرفش وفي مرة اتخانق مع واحد قام قدم فيه بلاغ
واتحبس ؟
لأ استأنف واتحبس 6 شهورواترفد من الشغل كان موظف في حي مدينة نصر
وبعدين ؟
مالك زعلانة كده ده كان مبسوط في السجن وكان بيقبض فلوس وبيدوله مكافأة عشان علم المساجين ازاي يخيطوا ويفصلوا
ولما خرج ؟
فتح المحل ده ؟
بس
بس
مضيت في طريقي وعم رحومة لا يغادر رأسي ....تفاصيل قصته تنقر رأسي نقر العصافير ....ألمها أسوأ من أي صداع ما خسره لم يكن هيناً ومرة اخرى استعدت نظرة العينين ...لم تكن عين رجل منتصر دون شك لكن الأغرب أنها لم تكن عين منهزمة فالسعادة كات تقفز في وجهي ...ذراتها تتسرب قسراً عني إلي داخلي لتدير حرباً ضروس مع فيروسات الكآبة المنتشرة في حنايا نفسي......أسبابي لليأس لا تقارن بأسبابه لرفض الحياة برمتها فلماذا تلك الابتسامة المضيئة وكيف استقرت نفسه على الرضا ؟
أمسكت برأسي بعد أن عاودني الألم واستيقنت أن الحياة هزمته في جولة الطموح والحلم ولكنه هزمها بابتسامة في شوط الرضا
الله لم يظلمنا ...لكن ظلمنا الجبن الذي يجري في عروقنا
الله لم يرضى لنا الذل .....لكننا رضيناه لأنفسنا
الله يرحمنا .......لكننا لا نتراحم فيما بيننا
ما كل هذا الدم .... من هؤلاء القتلة ؟
لن اتسائل عن مصريتهم ....بل عن بشريتهم
لن اتسائل عن ديانتهم ....فعار عليهم أن ينتسبوا إلي أي دين وإن كانوا يعبدون بقرة
لا أحد يقول لي بأن الله هو خالق هذا المخلوق البشري الدموي
لا تقولوا على الله ما ليس لكم به علم
فما يمتاز به الإنسان البشري عن سائر مخلوقات الله أنه خلق له العقل ..
الإرادة..... الإختيار ...المشيئة
حتى الحيوانات المفترسة ....لا تقتل بتلك الوحشية
فلا تدعوا أن هؤلاء الفجرة ..من صنع اليد الإلهية
فليعترض المشككون ....فليرفضوا الاختبار الآلهي برمته
...ليرددوا أن الله ...يجرى لنا امتحانا قاسياً ...
يعذب به آخرون لا ذنب لهم
مهما شككوا لن ينفوا أن أناس آخرون وضعت بدواخلهم نفس طاقات الشرور والخبائث
لكنهم اختاروا الخير
ولم يضحوا وحوش بشرية
خالد سعيد لم يكن الأول ولن يكون الأخير
طالما ظللنا ...مقيدين ....نرتضي الهوان ونقول لماذا يارب لماذا
لا اعلم لماذا هذا الاختبار الآلهي
لكني أعلم ....أنه مثلما سولت لنا مشيئتنا البشرية أن نفعل ما تهواه أنفسنا وتشاؤه فالمشيئة الآلهية وهي الأعم والأشمل ....لها الحرية المطلقة في أن تقدر ما تريد
مرة أخرى خالد ...لماذا أعجز عن نعيه .....لأنني أقف مكتوفة اليدين
ام لأنني أرى الظلم والكذب ينتصران
خالد لن يكون الاخير مع مواطن همه الأكبر ....أنه ياااااااااااكل عيش
أي عيش والسلام
لا أشعر بالأمان فموتة خالد تنتظرني
ويالها من موتة مؤلمة
لكنني وكل المتخاذلين أمثالي نستحقها
لأننا رضينا الذل وكممنا الأفواه
ألا لعنة الله على الصمت والسكوت
الكتابة لاتكفي
النميمة عبر وسائل الإعلام ليست الحل
لا أملك يداً تبطش
فعلى الأقل ....أجاهد باللسان وذاك أضعف الإيمان
رحمك الله يا خالد وجعل مثواك الجنة
وحسبي الله ونعم الوكيل
توقفت بعد سباق طويل مضني شاق
سباق افتقد في كل خطوة للأمام فيه جزءا من نفسي التي عهدتها
توقفت لأتحدث إلي نفس أخرى لم ائلفها بعد
تسائلني وأسائلها .....من منا البريء ومن المدنس...من الحق ومن الباطل
تشدني نفس الصبا ....خطوتين إلي الخلف .....وتجذبني النفس الأخرى بعنف لتقذفني في الهواء كالكرة اميالاً متقدمة
ساخرة في وجهى منذ متى يرجع الزمن إلي الوراء ؟
لا حق لك في الإختيار مرتين ....لاخلف ولا أمام ....فقط الآن .....الآن
السطور التالية لم تكتب تعليقاً حول ما يحدث حالياً من هذر وبث للتعصب الأعمى بين ثقافتين لايدري أين من شعبيها سوى القليل عن الآخر بينما من وكلت إليهم مهمة التقريب والتواصل خانوا الأمانة وباعوها لعرض دنيوي زائل ...
الواقع أن تلك السطور كتبت قبل عام من الآن ...فعلى مدار العام الماضي كنت أكتب خواطر متفرقة بعنوان صناعة الحقيقة
وتلك مقتطفات منها ..... أنشرها للتفريج عن نفسي ..... فعقب قرائتي لمقال سطره أحد المعيديين بكليتي ( كلية الإعلام - جامعة القاهرة ) ...شعرت بالسقم والغيظ....لهذا أنشر تلك المقتطفات من خواطري لعلي أشعر أنني خاطبت قاريء الصدفة _ إن وجد _ بشيء من الحقيقة التي اعتقد بها
(1)
لا تطالبوني أن اكتب التاريخ لا تقولوا لي أرخ لتشهد وتشهد الأمم من بعدك فذاك التاريخ لا يستحق التوارث ؛ فوقائعه تحمل في بواطنها الزيف بأكثر مما تسجله من الحقيقة بينما يصبح للفظ " الحقيقة التاريخية " دوياً ساخراً لدى أمثالي ممن شاء القدر أن يقتربوا من صناعة الحقيقة أجل الحقيقة في زماننا هذا المطالب مني تسجيل وقائعه هي صناعة إنسانية خالصة ؛ لا أعني بذلك إنتفاء تدخل الخالق بقضائه وقدره فربما قدره أن تتحول الحقائق إلي منتجات معلبة كسائر الوجبات السريعة التي نتعاطاها وبإرادتنا الكاملة لنتلف جهازنا الهضمي والعصبي ؛ الحقيقة هي صناعة الحقيقة
(2)
مر الإعلامي الشهير يوم أن كنت لا ازال طالباً من أمامي ...وقتها خفق قلبي وتمنيت ..وكان لي ما تمنيت ..والآن أتمنى لو لم أتمنى ...... العمل معه كالجحيم تلك الابتسامة الساخرة الساخطة على ما حل بالبلاد المرتسمة على شفتيه طوال فترة تواجده على الهواء ..الكلمات المنمقة المنطلقة كطلقات رصاص ..كل شيء يختفي يزول وقت خبوت الاضواء وتوقف البث ليعود شخصاً مثلك ومثلي ينافق رئيسه ويهادن خصمه ويتملق الجميع ويرضخ للحكومة لتحدد له توجهاته المعارضة من ينقد ومن يهادن سيناريو متكامل يحصل فيه على البطولة المطلقة في نظر القاريء المشاهد ولا يخسر الأسياد من الساسة ..إنها توافقات السياسة ...وما أدراكم ما لعبة السياسة لنقل أن من قرر أن يقف أمام الأضواء فمحال أن يكون خارج اللعبة
(3)
لوبي من الاتجاهات الفكرية المتعارضة ألف المال بين قلوبهم فأصبحوا بفضل الله إخوانا ...وأي أخوة ، الجديد فيه عزيزي القاريء المشاهد أنه ليس بطبقة إجتماعية معينة ذات أواصر مشتركة كما كان في الزمن الغابر فهم ليسوا مجموعة من الأفراد تجمعهم روابط الدم وتلتصق بهم السلطة كصفة ملازمة كالعائلة المالكة ، وليسوا طبقة من العسكريين أولدتهم ثورة مفاجئة ، كذا ليسوا بمجموعة من الأدباء والمثقفيين ممن ينشغلون بالكلمة المطبوعة والمسموعة والمرئية أينما كانت ووجدت إنهم خليط عجيب أفرزه ما هو أعجب وأدهي ...المال والشهرة
(4)
رجل السلطة والأديب والصحفي والمذيع اللامع ولاعب كرة القدم والمحامي النزيه والمعارض الحزبي الشهير والدكتور العظيم المحلل الجبار لمتغيرات المجتمع والحقوقي البارز والمدون الشاب المتفرد، فصيل من أماكن شتى وطبقات اجتماعية مختلفة يجمعهم المال والشهرة ، الجميع يدور في حلقة مفرغة فبالشهرة يجنوا المال وبالمال يزدادوا شهرة وسطوة ، والشهرة كالضباب تحجب عنك رؤية كل شيء إلا مايلمع ويبرق بقوة على امتداد البصر ، لذلك لا تراهم على حقيقتهم وتتقبل ما يقدم لك على أنه الحقيقة الخالصة وقد أكذب إن قلت أنهم لا يقدمون حقائق فشيء مما يقدم يحمل بداخله جزء من الحقيقة
(5)
عدل من وضع نظارته الطبية ووضع القلم فوق أكوام الورق الأصفر العليل المسمى دشت لدى العاملين بمهنة الصحافة ونظر إلي نظرة طويلة ثاقبة مريرة قائلاً : إذا أردت رأيي حقاً وبحكم خبرتي طوال عشرين عاماً في تنظيف أوساخ أقلامهم وما سطرته من أساليب ركيكة وكلمات جوفاء لامعنى لها وأفنيت عمرى في صناعة الشربات من الفسيخ كما يقول المثل الدارج أقوله لك" ليس هناك ماهو أسوأ من السلطة الحاكمة إلا المعارضة وكتابها ولا تحتاج الشهرة سوى إلي غض الطرف عن الحقيقة والإندماج ضمن فريق صناعة الحقيقة اندماجاً تاماً وذلك يتطلب منك أن تصدق كذباً أنك لاتنافق ولا تزور ولا تحابي ، أنك وبصدق تقدم الحقيقة الخالص
ملحوظة : تلك مقتطفات نزعت من السياق العام لها وقد تبدو مبهمة غير واضحة
ولكنها...نبضات فكرية تصف ما يختلج بنفسي من القرف والرغبة في التقيؤ ممن يسمون أنفسهم إعلاميون
القاريء المشاهد :- وصف طبيعي لأننا نعيش عصر الوسائط المتعددة